Polly po-cket
بركته :
عن جابر –رضي الله عنه- قال عطش الناس يوم الحديبية وبين يدي رسول الله –صلىالله عليه وسلم- إناء يتوضأ منه إذ جهش الناس نحوه، فقال: مالكم؟ فقالوا: ما لنا مانتوضأ به ولا نشرب إلاما بين يديك، قال: فوضع النبي –صلى الله عليه وسلم- يديهفي الإناء ودعا بما شاء الله أن يدعو، وقال: "حيعلى الوضوء والبركة من الله"، قال جابر: فلقد رأيت الماء يجري من تحت يده، فتوضأ الناس وشربوا، فجعلت لا آلو ما جعلت في بطني منه، فعلمت أنه بركة، فقيل لجابر كم كنتم يومئذ؟ قال: ألفاً وأربعمائة. رواه البخاري.
أمانته :
كان النبي –صلى الله عليه وسلم- حتى قبل الرسالة يعرف في قومهبالأمين (أي رجل الصدقوالوفاء) في أقواله وأفعاله وأخلاقه وسلوكه، وشهد له بذلكالعدو قبل الصديق؛ ولاأدل على ذلك أنه حين أُمر بالهجرة من مكة إلى المدينة وأراد مفارقة البلد التي عاش فيها؛ جعل علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- في بيته ليردّ الودائع التي كانت عنده لأهلها.
شجاعته:
قال علي –رضي الله عنه- (كنا إذا اشتدّ البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله –صلى الله عليهوسلم- فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه) رواهأحمد وصححه الألباني.
وسأل رجل البراء-رضي الله عنه-: أفررتم عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يوم حنين يا أبا عمارة ؟! فقال البراء : لكن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لم يفر، ولكن الناس تلقتهم هوازن بالنبل فانهزموا، ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- مقبل على العدو بوجهه على بغلتهالبيضاء وهو يقول:
أنا النبي لا كذب *** أنا ابن عبد المطلب " متفق عليه .
صبره واحتماله أذى الناس :
عن ابن مسعود –رضي الله عنه- قال: "قسم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قسماً بين الناس، فقالرجل: إنها لقسمة ما أريدبها وجه الله، فغضب النبي –صلى الله عليه وسلم- من ذلك غضباً شديداً واحمرّ وجهه ثم قال: لقد أوذي موسىبأكثر من هذا فصبر" متفق عليه.
رحمته :
عن أبي هريرة –رضي الله عنه- : أن الأقرع بن حابس أبصر النبي –صلى الله عليه وسلم- يقبل الحسن بن علي فقال: إن لي عشرة من الولد ما قبلتواحداً منهم ! فقال رسول الله –صلى الله عليهوسلم-: "من لا يَرحم لايُرحم". رواه مسلم.
وعن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال:"ما رأيت أحداً أرحم بالعيال من رسول الله –صلى الله عليه وسلم-" رواه مسلم .
وعن جرير –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليهوسلم-: "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عزوجل". رواه مسلم.
تفاؤله:
عن أنس –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:"لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح، قيل وما الفأل؟ قال: الكلمة الحسنة الكلمة الطيبةيسمعها أحدكم".
تواضعه:
عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله –صلى الله عليهوسلم- يخيط ثوبه ويخصف نعله ويحلب شاته ويخدم نفسه ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم". رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.
وعن سهل بن حنيف –رضي الله عنه- قال:"كان رسول الله –صلىالله عليه وسلم- يأتي ضعفاء المسلمينويزورهم ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم " أخرجه الحاكم وصححه الألباني.
وعن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويحلب الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير" أخرجه الطبراني وصححه الألباني.
وعن أبي أيوب –رضي الله عنه- قال: " كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يركب الحمار ويخصف النعل ويرقع القميص ويقول من رغب عن سنتي فليس مني" رواه أبو الشيخ وصححه الألباني.
توكله:
توكل النبي –صلى الله عليه وسلم- علىالله أعظم التوكل وقد قال الله له: "فتوكل على الله إنك على الحق المبين" وعن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال "حسبنا اللهونعم الوكيل" قالها إبراهيم –عليه الصلاة والسلام- حين ألقي في النار، وقالها محمد –صلى الله عليه وسلم- حين قالوا له:"إن الناس قد جمعوا لكمفاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعمالوكيل". رواه البخاري.
ثباته:
لقد لقي النبي –صلىالله عليه وسلم- بمكةمن قريش كلّ أذى ووجد منهم كل معاناة، وربط على بطنه من شدة الجوع وسال دمه في الله، وهو يواجه كيد الكافرين بثبات يهز الجبال وعزم لا يتوقف عند حدّ فقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- أكبر من أن يذل في الشدائد حتى وهو مطلوب من أعدائه، وصبروصابر على البأساء والضراء ولم يضعف عند قوي أو يتردد عند عظيم، عن أنس رضي الله عنه قال: " قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لقد أُخفت في الله وما يخافأحد، ولقد أُوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين ليلة ويوم ومالي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال" رواه الترمذي وصححه الألباني.
ثناؤه
وعن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه – قال"قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : "إن أمنّ الناس عليّ في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذاًمن أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً" رواه مسلم.
وعن سلمة بن الأكوع –رضي الله عنه- قال: قدمنا مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم - الحديبية، ثم خرجنا راجعين إلى المدينة فقال رسول الله –صلى الله عليهوسلم- "كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة" رواه مسلم.
وعن أبي أسيد –رضي الله عنه - قال قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"خير دور الأنصار بنو النجار" رواه مسلم.

حلمه:
عن أنس –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- أدركهأعرابي فأخذ بردائه فجبذه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وقد أثرت فيه حاشية الرداء من شدة جبذته؛ ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله –صلى الله عليهوسلم- فضحك وأمر له بعطاء متفق عليه.
وباع يهودي على النبي –صلى الله عليه وسلم - بيعاً إلى أجل، فجاء اليهودي يريد أن يتقاضى حقه قبل الأجل، فقال له النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يحل الأجل، فقال اليهودي: إنكم لمطل يا بني عبد المطلب، فهم به الصحابة –رضي الله عنهم- فنهاهم، فلم يزدهذلك إلا حلماً، فقال اليهودي: كل شيء منه قد عرفته من علامات النبوة وبقيت واحدة وهيأنه لا تزيده شدة الجهلإلا حلماً فأردت أن أعرفها،فأسلم اليهودي. رواه ابن حبان وصحح إسناده ابن حجر.
جوده:
عن أنس –رضي الله عنه- قال: ما سئل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- علىالإسلام شيئاً إلا أعطاه.قال: فجاءه رجل, فأعطاه غنماً بين جبلين, فرجعإلى قومه فقال: يا قوم! أسلموا فإن محمداً يعطيعطاء من لا يخشى الفقر، قال أنس –رضي الله عنه-: إن كان الرجلليسلم ما يريد إلا الدنيا, فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليهمن الدنيا وما عليها. رواهمسلم.
وعن جبير –رضي الله عنه - قال: بينا رسول الله –صلى الله عليهوسلم- راجعاً من غزوة حنين؛ طفق الأعراب يسألونه، حتى اضطروه إلى شجرة فخطفت رداءه،فوقف رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقال أعطوني ردائي؛ فوالله لو كان لي عدد هذه العضاه (الشجر) نعماً لقسمته بينكم؛ ثم لا تجدوني بخيلاً ولا كذاباً ولا جباناً" رواه البخاري.
دعاؤه:
قد كان –صلى الله عليه وسلم- يتخير منالدعاء أجمعه كما جاء عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله –صلى الله عليهوسلم- يستحب الجوامعمن الدعاء، ويدع ما سوى ذلك "رواه أبو داود وصححه الألباني، وعن أنس –رضي الله عنه- قال: "كان أكثر دعوة يدعو بها النبي –صلى الله عليه وسلم-:"ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنةوقنا عذاب النار". متفق عليه.
ذكره لله:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يذكر الله على كل أحيانه" رواه مسلم.
وعن أبي هريرة –رضي الله عنه - قال " سمعترسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر منسبعين مرة" رواه البخاري، وعن ابن عمر –رضي الله عنهما- قال:"كنا نعدّ لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- في المجلس الواحد مائة مرة: "رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم" رواهأبو داود وصححه الألباني.
وعن أبي هريرة –رضي الله عنه - قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"لأن أقول: سبحان الله،والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس" رواه مسلم.
زهده في الدنيا:
عن النعمان –رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله –صلى الله عليهوسلم- لا يجد ما يملأ بطنه من الدقل وهو جائع" أخرجه الحاكم وصححه الألباني .
وعن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: "كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله, لا يجدون عشاء وكان أكثر خبزهم خبز الشعير" رواه الترمذي وأحمد وصححه الألباني.
وعن أنس –رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله –صلى الله عليهوسلم- يؤتى بالتمر فيفتشه يخرج السوسمنه" أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
وكان –صلى الله عليهوسلم- يؤثر الناس على نفسه، فيعطي العطاء ويمضي عليه الشهر والشهران لا يوقد في بيته نار، وكانمتقللاً من الدنيا وقد ملك من أقصى الجزيرة إلى حدود الشام.